ي لمنطقة تقسيم السياحية في اسطنبول أكثر من وجه.
وجه مزدحم في النهار بالأجساد البشرية التي تنتشر في شارع الاستقلال وتتوزع بين متاجره وأزقته لتشكل مزيجا انسانيا منصهرا من الأعراق المختلفة.
ووجه صاخب في بدايات المساء بأصوات المغنيين الهواة وحانات موسيقى الروك وصرخات بائعي اليانصيب وأزيز عجلات الترامواي العتيقة.
ثم وجه ما بعد منتصف الليل، حينما تشرع الملاهي العربية أبوابها فتظهر تحت الأضواء الخافتة سحنات جديدة لرجال ناموا طوال النهار وقاموا ليلا لاستكمال رحلة اسلافهم البدائيين في مهمة اصطياد الفريسة. وكذلك سحنات لنساء مثيرات، تطفح وجوههن بالمساحيق وتختبئ خلف جلودهن مواد البوتكس والسيليكون. لتبدأ حينها حياة الدعارة بأدواتها المكتملة من المومسات والقوادين وزبائن أول الفجر.
عالم آخر الليل عالم مليء بالقصص والحكايات. عالم من الفوضى الخلاقة. لكنها فوضى تخلق الألم في الغالب وتخلق البؤس بكل أشكاله.
وفي أحيان نادرة، قد تخلق قصة حب، أو حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة.