ما من حديث صحيح نقده هؤلاء البسطاء إلاّ وجدت بعدما دقّقتُ النظر فيه أنّه ادّعاء باطل وكذب واضح وافتراء فاضح لا علاقة له بأرض الواقع حتى ما زادَتني هذه الحملات إلاّ اعتصامًا بالسنة الشارحة للقرآن الكريم.
ورأيتُ بأم أعيوني أنّه الأحاديث الصحيحة لا تخالف القرآن الكريم ولا العقل السليم ولا معطيات العلم الحديث والقديم بأيّ وجهٍ مِن الوُجوه لذا إذا توهم غير ذلك فلا بدَّ للمسلم أن يتّهم عقله في فَهْم المراد منه وقصوره عن إدراكه إذ الحديث الصحيح الذي ظاهره التعارض إمّا ناسخ أو منسوخ أو ممكن الجمع والتوفيق بيْنه وبيْن المعارض، وهذا واقع لا شكَّ فيه ولا ريب.
ومعلوم عند الكل أنّ كتاب الله تعالى هو المصدر التشريعي الأوّل والسنّة النبويّة هي المصدر الثاني في الإسلام كما قال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ﴾الحشر- 7
ولكن أعداء الإسلام الماكرين لما أيقنوا أنّه من الصعب أن ينالوا من القرآن الكريم وجّهوا سهامهم إلى السنة النبوية تشويهًا على الضعفاء والمهمج فمرةً قالوا الأحاديث الصحيحة مخالفة للآية الفلانية وتارةً قالوا هي مناقضة للعقل السليم وكرّةً قالوا هي مضادة للعلم الحديث.
أدعو الله بأكف الضراعة أن يهدينا وإيّاهم إلى الحق والطريق المستقيم وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.