أخرج البخاري ومسلم للرواة المتهمين بالضعف في المتابعات والشواهد، أو ما كان له متابع أو شاهد، أو ما كان في الرغائب والفضائل، أو كانا يختاران أجود حديثِ هذا الراوي المضعّف، أو لأنه ثقة عندهما، أو حتى لا يكررا الإسناد، أو أنه لم يثبت ضعفه عندهما، أو أن يضعفه من لا يُعتَدُّ بتضعيفه، وما إلى ذلك من وجوه التخريج المقبولة والمعقولة، وبما لا يؤثر على صحة متونهما، ما ينفي عن الشيخين أي حرجٍ في التخريج عن هؤلاء المتهمين بالضعف. وقد تبين لي أن أكثر رواة دراستي الاستقرائية هذه قد اختلفت أقوال العلماء في تعديلهم وتجريحهم، ما يعني احتمالية عدم ثبوت تضعيف كثير منهم، وأما من كانت كفة التجريح تميل فيه؛ فإنني قد وجدت أسباباً مقنعة وقوية لتخريج الشيخين له؛ من متابِع له على روايته، أو أن يروي له مقرونًا بغيره، وغير ذلك من الأوجه والصنعة الإسنادية التي يتقنها الشيخان: البخاري ومسلم رحمهما الل