ألف فخر الدين الرازي هذه الرسالة منقسمة إلى أربعة أقسام: تناول في القسم الأول الإلهيات بتفسير سورة الإخلاص. وقبل البدء بتفسير السورة، قد شرح بعض المفاهيم كلاميا وفلسفيا على سبيل الاختصار، ثم بدأ يفسر السورة، ثم تناول في القسم الثاني النبوات والسمعيات مع الإلهيات بتفسير سورة الأعلى وذكر أن السورة محتوية على هذه الثلاث: إثبات وجود الله تعالى، وجوب القبول لوجود النبوة، أهمية دعوة الناس إلى طريق الحق، ثم تناول في القسم الثالث وجوب القبول لوجود الآخرة بتفسير سورة التين، ثم تناول في القسم الرابع الأعمال الصالحة بتفسير سورة العصر.
فسر فخر الدين الرازي هذه السور الأربع في رسالته المذكورة على غير ما فسرها في كتابه المشهور "مفاتيح الغيب". خلاصة، هذه الرسالة مستقلة عن مفاتيح الغيب تماما ومهمة وحدها.
ذكر المفسر كل موضوعات هذه الرسالة الصغيرة الحجم مقسما إلى أقسام كالباب والفصل والمبحث بشكل منتظم. وقد تناول كل الموضوعات التي تناولها والمفاهيم التي شرحها في رسالته المعهودة كلاميا وفلسفيا واعتمد على الاستدلالات والقرائن العقلية. وقد صرّح بمنهجه هذا في رسالته. ولم يستعمل طريق تفسير القرآن رواية ودراية أو ما شابهها أبدا. لذلك يمكننا أن نقول إن فخر الدين الرازي قد ضم الكلام والفلسفة إلى التفسير ضما سديدا. ويبدو من هذه الجهة أن الرسالة تأليف فريد.